6 يناير 2016

photo 72s«هؤلاء يترقبون الصبح الذي قضى ألف سنة يعد بالحضور»

«هؤلاء من فاتهم الصبح، فجلسوا يرقبون الشمس القادمة»

بين هذا وذاك، هتف الأعراب بالقيامة القادمة، وراحوا ينثرون زهر الجلنار على أكتاف القادمين من صحاري غابرة، وبقوا يترقبون ما أذنت به السفن العابرة، علّ الرمل ينقلب بحرًا، أو هو يصير موطأ العابرين بين الكراسي القائمة، ليهيم الغزال بين الروابي، ويشتكي الغربان من غياب الجيف الحلال وتذهب الحمامات إلى أعشاش غيرها، تراود بيض الغربان الناعقة.

«أيّتها التي سرّحت أصل الأيتام في صحارينا الغاضبة، أين المفرّ ولا سجن لنا، نراود فيه الشبابيك المقفلة، بل دوّار على العشب، من فوق الحدائق المعلّقة»، هكذا أسّرت النملة حين اكتمل الهلال زمن الأقمار البازغة، وراحت تناجي الطير في عشّه عمن جلسوا يرقبون العابرين بين الكراسي الماكثين، ويداورون الأصابع، حين صارت الأكفّ تأبى الدعاء لأيّ ذات خائنة.

«من أجرّ الكراسي للعابرين، نظير الدعوات الصادقة، وجعل الجنائن على حين لحظة من أدوات المقاهي الماكثة؟»، سؤال للذات هو وللأخرين تساؤلات حارقة، علّ السكينة تترك الدوران وتسكن إلى النفوس الساكنة، لينقلب الانتظار سلوى أو هو ترقّب القطارات المارقة، علّ المنارات تتآكل على حافة الاسطبلات الحائرة.

حينها، نبت على حافة الجنائن زهر، حمل الورود إلى أصل المعادلة، وراح يهذي بمن جاء أو بمن أراد الذهاب إلى البساتين الباقية.

 


error: !!!تنبيه: المحتوى محمي