10 يناير 2016

photo 75s«مضت الشمس إلى مستقرّ لها، تحارب السحب والسموات الهائجة»

«جاءت الشمس من مربضها، تنادي على السموات والسحب الهاربة»

من هذه الفرضيات، جاءت الأسئلة تلثم السحب وتعانق السموات الهاربة، وتقاطع الأمطار حين نزولها، ولا تدري ما الذي تفعله بنارها، بل قالوا أنّ الرعد مخاض والبرق طلق القيان على حافة السموات السابعة. يا سامع الأنباء من وراء الحجب، من ذا الذي أذن للموت أن تراهن على أشعّة فقدت جذرها، وجذور لا تلوي على مائها، ومياه تبكي سحبها، وسحب ترثي بخارها، وبخار يناجي محيطاته، ومحيطات تغازل شمسها، وشمس تهدي أشعّتها…

«يا حامل الشعاع من وراء الحجب، ما الذي يذهب بالأنواء والسحب؟»

عند هذا السؤال، قامت الأنواء تراجع الدرس وما داست من سحب المرحلة، وتبارك للأشعّة مسارها وللأرض ما جاء من ترابها، وللألوان ما باحت به عند خريف قائض يراقص صيفا يأبي المغادرة. بين هذا وذاك، لا مكان سوى للمجاملات الخاوية وجمل فضفاضة على حافة الشمس الخامدة، ورذاذ تراجع إلى الخلف خوف الغروب يلتهم ما تبقّى من بركات اليوم الماكثة. رقص الصبية كما شاءت الأنواء وراحوا يغادرون البلاد إلى بحار رفضت هروبهم إلى أصقاع قاسية، وذهبت تلهث خلف الشمس رغبة في الوصول قبل الغيوم أرضنا.

«أيتهنا السحب البالية، لا علم لنا بمن أمّم التاريخ أمام هذه المواشي الهاربة، أو جاء بالأنواء من وراء القطعان المائجة، أو ذهب ينادي فيمن لا صبر لهم، عند حوافر بغال البحر القاعدة»، ثارت حينها الطرقات على دربها، وارتدت إلى أسفل المنارات تراقب نورها، علّ الأنوار تفقد الطريق وتسرح في سماء لا حدود لها.

 


error: !!!تنبيه: المحتوى محمي