19 ديسمبر 2015

photo 53«في البدء كانت الشمس نارًا وحواشيها لهب. من أين جاءت كلّ صلبان الغضب؟»، هكذا جاءت المسرحيّة، بين سرج النظام وسراح المقام وسيّاح المناسبات الخاطفة، بل قالت الأنباء أنّ الريح الصرصر، هبّت على أشعّة لا عماد لها، وراحت، تؤرّخ لقيام المعجزة، بين سؤال عن أصل الظلام وتساؤل عن مصير الكلام ويقين بأنّ المقام لا أساس له بين أعواد الكبريت الصامدة…

«في البدء كانت الشمس زهرًا على حواشي الذاكرة، من أين جاءت كلّ المغارات الغائرة؟»، هو سؤال في علم المنطق وما فاض من أصول الكلام وأقنية المحاججة وفنون الطعن بحروف العلّة السمينة القاتلة…

هو تساؤل بين دروب المتاهة، ليس عن منتهى المسار، بل بدء عن الأشياء الجميلة القاتلة، حين أغار الأعراب عن الأسئلة المريحة وتركوا الأجوبة المحرجة، مخافة نار القِرى، التي صارت من تراث الثلوج المؤممّة، بل قيل أنّها أحرقت ما وقر من الذكرى وما تبقّى من الذاكرة.

«يا قارئة الفناجين القائمة، لا الشمس غارت إلى أصلها، ولا أغارت الأقمار على عهدها، بل فتات زهر هبّ من نومه، يداري عن عجز الأقداح الفارغة»، كذلك جاءت النبوءة من أمام الشبّاك وعلى حواشيها نبت زهر لا جذر له، بل شعيرات غارت في أصلها، تداري عجز الأوّلين ونار الهاربين وفضيحة القائمين على أمرنا، بل قال السيّارة بما أخبر الركبان، بأنّ القوانين الجامدة، تراقصت أمام نور الشموس الهاربة وراحت تتذاكى على أصلها، علّ الأزهار تذكر أمام السلطان بعضها.

على هذه الكلمات تثاءبت الشمس عند غروبها، وراحت تذكّر السامعين بعهدها، بأنّ لها معهم لقاءات، بل وعد جزم حين تراخت حروف العلّة القاتلة….


error: !!!تنبيه: المحتوى محمي