20 ديسمبر 2015

photo 54«هي السماء، كما تسامت، حين راودت السحب الغربان الراقصة».

«هو الغصن، كما ترسّخ، بين صخرات تراوح بين أتربة لا عماد لها».

ماجت الكلمات بين النسختين، وراحت الحروف تستفتي جذرها، بل تراجعت إلى نقاط فوق الحروف، وكلّ الحركات القائمة، وطافت على الحبر تراجع لونه، علّه يوفي من الأنباء عهدها، وحينًا إلى الأسباط تسأل علّهم يطلقون كلمات فقدت سرّها…

حينها أفاق سحاب من غيّه وراح يراجع الأسماء في وعينا، وأقسم أنّ الأرض منبسطة كعادة السحب فوقها، بل السماء لها عماد، بطول الأمطار وما فوقها، ليكون السؤال عمّن استراح من البشر بعد ذهابها، وحينًا تطرح السؤال على حين غرّة ونواح على أطرافها، ودعاء على طرف ثوب ومكوث عند نورها، وبكاء على لون السحاب وركض على عهدها. هكذا ذكرت «سيّدة المقام» حين عادت، بل قالوا قدمت من جحرها، تتهادى في مشيها، علّ بين الفرقاء تجد لفعة أو هو غراب تداوي بدمه عجزها.

«هو دمع عوض الدم، وسحاب يغار على لونها».

«هو دم يداوي الدمع، وغصن يرافع عن مواقفها».

بين المرجين، جاءت الأبقار تراود عشبها، علّ من رقصته توافي حليبها، بعد أن غدرت الثيران بقراتها، وجعلت منها أرقامًا على قبرها… بين الشواهد قام الندب على ذكرى السحب المسافرة، وقالت الوكالات أنّ الأغصان تباكت حين رفضت الأوراق ركوبها، بل هو بينهما، طيور تراوحُ السماء حينًا وأحيانًا أخرى تراود الأغصان على ثمرها. علّ القائم على السجلات يحفظ موقفًا، حين غابت الأدوية عن جيدنا.

حينها شهقت النجوم دفعة واحدة، وراحت تراوح سماءها، علّ الأغصان تراجع ما ارتكبت، حين رفضت الأوراق الصامدة، علّ الثور يراجع موقعًا ويعفو عن البقرات المارقة.


error: !!!تنبيه: المحتوى محمي