30 ديسمبر 2015

photo 65s«من أطلق النار على الشاشة، جعلناه سيّد الشفاعات الهاربة»، هكذا أنارت القناة ضوءها عن وهج الإعلانات الصاخبة وراحت تؤرّخ لمن هبّ ودبّ، وتعلن أنّه من سادة المرحلة، بل اختلقت زعامات لا عماد لها وجعلتها من سادة المفاوضات ومن يحدّد للشمس البزوغ والأنواء موعد السقوط على الحقول الجائعة.

«ارتدّ المشهد، بين من رفع الشعارات الرافضة وراح يفاوض من وراء المرايا العاكسة، عمّا يسدّ به الرمق ويستثني به اخوته من رحمة السلطات القائمة»، هكذا جاء الخطاب رافعًا سقف المقارنة بين من عكسوا المرآة إلى غرب يراوحون بها المسألة ومن أفاق ذات يوم أمام وزارات فقدت عمادها، وراح يؤذّن في القبائل أنّ الذي هرب، لا يزال راكدًا في أنفسنا الماكرة، بل استهوته اللعبة وجعلت منه سيّد المرحلة، علّ الصبيان ينامون دون أكل الحصى.

هكذا اللعبة، من ألف فقد الرياء إلى ياء تراجعت خلف الثوّار بل أمام قطعان الماشية، تراوح بين الأحكام وفي رواية أخرى حكّام المباريات المؤجّلة، علّ الطاعون يصير طاعة وسلالات الانقراض تنقلب سلّ المرحلة، ليفني الثوّار بعضهم البعض في رقصة نضال ماكرة. حينها حطّ على رأس الشاشة كلّ المحلّلين ومن قدموهم في صورة خبراء المرحلة، ينظّرون دون نظر، لزواج العقعق العجوز من يمامة زاجلة، علّ الثوّار يبتلعون الطعم وعلّ شياطين الماضي يعاودون الظهور في شكل ملائكة…. حينها يكتمل المشهد، ويصير القناع وجه الجميع في مجابهة الكلّ، والضحكات الصفراء لون المرحلة…

علّ الصبية يذكرون طعم الغاز وما أسال من دموع العذارى على حافة السجون الماكثة، وما أباح من نضال، بشهادة السجّان وما ملك من أصول الأبواب المغلقة، وما أوصى به الخصيان بشهادة ذريتهم الصادقة… حينها تنبت من بين الزبالة القائمة، زنبقة يتيمة صادقة، تعالج الربو بالسلّ، والسرطان بما فاض من الأمراض المزمنة، علّ الحريق يشبّ من جديد في ذات فقدت ذاتها…


error: !!!تنبيه: المحتوى محمي