31 ديسمبر 2015

photo 66s«يا قائم الليل، لماذا السهر والدنيا متعبة، ولا أفق يكحّل العيون القائمة؟»، هكذا أقامت الدنيا مناحة، أمام العمارات الفارهة وراحت تؤذّن أنّ الليل قيام، بل هو جولة على الخمّارات القائمة.

علّ النضال يرتدّ وصالا من بعد جفاء النهار وما أحرقت الشموس من ذخائرنا.

علّ الشراب يتحدّى السراب ويؤرّخ للقائمين على عتبات الصدق الماجنة.

علّ السؤال يضيع في الظلام، وفي رواية أخرى يكون ضياء المرحلة.

علّ الكلام ينقلب ياسمين الثورة، حين انقلب الثائر نادل الخمّارات الصامدة.

علّ الجواب يتحدّى القرار ويحظر التجوال بين شوارع الحاضرة.

علّ السكون يعالج السكنات ويبني من صمتنا ألف موّال عن نضالات البطلة.

علّ الصراخ يورث صمتًا، يشنّف أسماع الحاضرين بمحاضرات عن الخمّارات الثائرة.

علّ الصابرون يراودن الصابرات، من وارء الستار وأمام عدسات لا تلتقط سوى الحلال من الحركات المارقة.

علّ الصامدون يراقصن الصامدات، على أنغام أغنية «جاز» بائسة، وسط تصفيق الثائرين وزغردة الثائرات الصادقة.

علّ النفوس تستحضر عبق الصبّار وتستثني من الياسمين رحيقه، حين عزّت الرياح وسط قنابل الروائح العطرة.

علّ الباكيات يراودن سؤال أخرق، بشهادة من نفخ الصدر عند المقدّمة، وراح كمثل الديك يزاوج الدجاجة واحدة واحدة.

علّ الصبر يصير سائلا، يتوزّع بين الأقداح وكلّ القوارير المختومة بشهادة من أذّن في الأعراب ببلوغ المرحلة.

علّ المسافات تنحصر خجلا والأزمنة تراجع بعضها، مخافة مقصّ شَرِهٍ، أكل الدنيا وتسحّر بالأخرة.

علّ الرضيع يصير جبّارًا، نداري به ما اعتمل في دواخل دواخلنا، ونباهي به الأمم التي عبرت من أمامنا.

علّ السرب يصير رسوبًا بين المستنقعات الجميلة والغابات المناضلة.

حينها يبتسم العلقم حياءً ويراجع الزنّار ما رسب على شفاه العذارى ومن أنين السهارى يصنع مفاتيح المرحلة.


error: !!!تنبيه: المحتوى محمي