22 نوفمبر 2015

Photo 26

«لم تكن زهرة في خيالي» هكذا حدّث الراوي، حين أشاح البصر من بين الكتب الرطبة وراح يؤذّن في الأعراب أنّ صحاريهم المارقة عجزت أمام غول وعنقاء وزهرة ودودة باسقة. قال البدو أنّه جدّ في السير على خطى ما جاد به الأنباء عن المتحدّث.

«قبّرة هي أم أصفاد المعركة»، سألت الجموع الجاهلة بأسرار الزراعة وأصول السقي ومبادئ قطع الورود المارقة، لتكتشف عند الشرفة أو قالوا المقبرة، أنّ البراري تناجي زهرة، بل قيل من بقايا البنفسج على لون ذلك المتغرّب.

«عَبرات للذكرى وزهرة للوطن»، من هذه الكلمات نبت الشعراء على أطراف الوادي وراحوا يهيمون بين شياطينهم، حين جاء الخبر عن وقوع المعجزة، «لن تذبل الزهرة على مفاصل الصخر، بل صارت خالدة!!!». اهتزّت الجموع على قلب زهرة واحدة وراحت تستفتي العبق من كلّ الزهرات الماكثة، علّها بين الروائح تجد من لا عطر لها، تدفع بها قربانًا إلى مقصّ لا يدري فعله. هكذا جاء في الدفاتر، بل قالوا أنّها المعجزة، تلك زهرة نبتت على أطراف الحياة وتخوم الأمواج الكاذبة، وراحت تراقص دعسوقًا، بل قيل أنّها سلحفاة الهمّة المسرعة، علّ الصور تأتي ملوّنة حين صارت الألوان نادرة، وتسقي الأرض بعض ذكائها، فتصير إلى نعيم في جهلها.


error: !!!تنبيه: المحتوى محمي