جسر و كلمات

1 نوفمبر 2015

Photo 7 V2«مَنْ مِنَ الأعراب أشاح البصر عن سماء، لا شمس فيها وراح يناجي السّقف عن «المتردّم»، وأباح الشعر لقاحًا لنخيل أضاعت النبع وراحت تلهو بمناحات الحادي العابرة؟»

هزّ السؤال السّقف الذي لا سقف له، وأبان عمّا في أحشائه من خيوط عابرة، وما فيها من تيّار وما حملت من إشارات واهية، وما عكس من أضواء وما نكس من أنوار شاحبة. هي لعبة التعالي على من تعالى على الجبال الشامخة، وصاح أنّه سقف الدّنيا لينحني بعدها أمام السقوف الواطئة.

«سقف بيتي حديد»، صدح بها الشاعر، دون أن تعني سقفنا، بل نحن من ركع لهم الجبابرة، دون أن نكمل البيت لنقص في رجولتنا الكاملة. أيّ سقف جعلنا، ونحن أعراب لا هويّة لنا سوى الخيام الراحلة. هكذا عرّف الدرويش ذاتنا، لنسأل بل نصيح :«من جاءنا بمثل هذه السقوف المتهاوية؟».

سؤال تجاوز الدنيا وما كانت، وراح إلى «الأطلال» بصوت شجيّ، حين برعنا في تحويل الدموع إلى أغان جارية، نُباري بها سقوف الأخرين ونبارز بها العابرين بين الكلمات العابرة، ونراوح به الانتحار، حين لا انتحار في خيماتنا.

هي تلك السقوف التي ألفنا ومنها ألّفنا ألف موّال عن علاقة الخيوط الرخيصة بانقطاع العادة عن بطلاتنا.

error: !!!تنبيه: المحتوى محمي